الثلاثاء، 2 فبراير 2010

مصادرنا الصحافية المقبلة 1-2

بيروت خيمتنا الأخيرة كما قال الشاعر الراحل محمود درويش فبعد سنوات من الغياب عنها انعقد بها مؤخرا المؤتمر العلمي العاشر للجمعية العربية للبحوث الاقتصادية بحضور عدد من كبار الاقتصاديين والاقتصاديات العرب منهم اليمينى واليسارى والوسطى وما بين ذلك من تلاوين وكان من اللافت مشاركة 8 باحثين مصريين شباب فى مؤتمر هذا العام فى مبادرة غير مسبوقة هدفها تحقيق التواصل بين الأجيال وقد شاركوا بمنحة من وزارة الاستثمار المصرية . ناقش المؤتمر الاقتصادات العربية وتطوراتها بعد الأزمة المالية العالمية ودارت سجالات عنيفة بين الحاضرين امتدت على الساحة من قول المفكر اللبنانى الدكتور كمال حمدان إن البشرية انتقلت من ديكتاتورية الطبقة العاملة إلى ديكتاتورية أسواق المال ( وول ستريت ) وان الأزمة ستقود حتما إلى نوع ما من رأسمالية الدولة او الرأسمالية الخضراء ولا نقول نوع ما من الاشتراكية إلى قول الدكتورة كريمة كريم – مصر – : مخطىء من يتصور إن الرأسمالية دخلت حجرة الاسعاف فهى تجدد وتصحح نفسها بالعلم والمعرفة والابتكار كما امتدت السجالات ايضا بين الحماس للمصرفية الاسلامية وتقديمها على انها الحل للمازق الذى تعيشه الانسانية بسبب النظام المالى الغربى او الربوى المتاجر بالنقود واغلبية رات ان تلك المصارف تتخذ من الاسلام غطاء وتستثمر فوائضها فى المصارف الغربية وتبيع الخدمات باغلى من البنوك التقليدية منبهة الى وجوب التفريق بين مبادىء الشريعة وبين التطبيقات التى تتمحك فيها. كان هناك من قال ان العالم العربى الاقل تاثرا بالازمة بشكل عام ومن راى ان البلاد العربية الى فوضى وانفجارات لان ازماتها عميقة من قبل الازمة العالمية ومن بعدها وهكذا . فى الثنايا قال الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار وعضو مجلس ادارة الجمعية فى الجلسة –الوحيدة التى حضرها - اننا نعيش مرحلة بديعة لطلبة العلم تشبه تلك التى ولدت فيها النظريات الاقتصادية الكبرى وان العالم ينتظر الان " ادم سميث " جديد (صاحب كتاب ثروة الامم وكتب اخرى عن الاخلاق والفلسفة ) و" ماينرد كينز" جديد (صاحب نظرية تدخل الدولة وقت الازمات لتحريك الطلب المحلى) . عند تلك اللحظة قفز الى ذهنى ضرورة سماع صوت الباحثين الشباب (6 انسات وسيدات واثنين من الرجال ) وبما انهم لم يتكلموا طوال الجلسات لانهم كانوا يخشون طرح اسئلة مخافة ان يصفها احد بالتافهة او ما إلى ذلك كما قالوا لاحقا فقد قلت فلتكن المصري اليوم منتداهم فهم مصادرنا الصحفية المقبلة ولنبحث معا أيضا عن جلال أمين وحازم ببلاوى وإسماعيل صبري وسعيد نجار جدد واتفقت معهم على ان يقدم كل واحد منهم رأيه مكتوبا فى أسباب الأزمة العالمية وانعكاساتها على مصر وتعامل الحكومة معها وما يتوقعه من تداعيات أخرى لها مستقبلا خاصة بعد ظهور مشكلة دبي و الفارق برأيهم بين الباحثين الجدد والقدامى وكيف يرون أقسام الاقتصاد فى جامعاتنا. وكان لافتا ان اى منهم لم يذكر فى إجابته كلمة الاشتراكية ولا جملة العدل الاجتماعي وكذا لم يذكر الاقتصاد الاسلامى- باستثناء واحد - رغم ان منهم 3 من جامعة الأزهر الشريف. أيضا خلت الإجابات من نبرة النقد الحاد للحكومة مع انهم يتمتعون بالطموح والذكاء وعدم الرضا عن الواقع الراهن وكخلفية ابعد عنهم أقول فى ضوء جلسات السمر التى جمعتنا أن منهم من كان يتمنى ان يكون ضابط مخابرات واخر كان يود وهو صغير أن يكون كصلاح الدين ويوحد العرب وثالثة قالت انها حلمت بتولى زمام الأمور لتمنح كل مصري فيلا وعملا محترما واثقة ان بمصر من الموارد والرحمة ما يتيح تنفيذ ذلك ورابعة دعت إلى طريقة للحد من الهزل بين الشباب ليعرفوا أن لا تقدم من دون جدية وتراكم معرفي وخامسة كانت تتمنى إن تكون مصممة ديكور وسادسة إعلامية .... تبين أن منهم من لم يركب طائرة قط من قبل ومن لم يزر كنيسة من قبل وقد عرفت هذا حين زرنا تمثال العذراء البتول فى أعلى جبل " الحريصة" وهكذا . الستينات ليست من مفردات خطابهم ومع ذلك لاحظت انهم اندمجوا بحماس فى الاغانى الوطنية القديمة التي اقترحتاها (صورة صورة – واحلف بسماها وبترابها - .. ) وعبروا عن سخطهم على الغناء الجديد وكان واضحا رفضهم للنزوع المادى للباحثين القدامى او الجدد وان كانوا اتفقوا جميعا على ضرورة توفير الموارد اللازمة للجهات البحثية والباحثين وقدموا اقتراحات جادة لتطوير الدراسات الاقتصادية وتعزيز الانفتاح على الفكر العالمى والمدارس المختلفة وظنى ان ذلك جاء بعد ان لمسوا بانفسهم مدى فائدة التباين الشديد بين وجهات نظر الاساتذة فى المؤتمر وكيف لازالت نظريات ولدت منذ عقود اوقرون تؤثر فيهم كما انهم استمعوا الى اكثر من دعوة الى اعادة قراءة علم الاقتصاد فى شموله اى فى ارتباطه بالعوامل السياسية والاجتماعية والثقافية . لم يشكر وزارة الاستثمار على مبادرتها سوى واحد وفعلها بلغة راقية هذا رغم ان الرحلة تشكل نقطة تحول مهمة فى حياتهم . أخيرا كانت الفروق بين الازهريين والاخرين محدودة فى الشكل والجوهر وظنى ان ذلك راجع الى الاثر التقدمى الذي تثيره دراسات علم الاقتصاد والاقتصاد السياسى فى متلقيها. اجمع الشباب على الأسباب المعروفة للازمة العالمية لكن كان منهم من جعل الغش والتدليس و فساد الأخلاق فى المقدمة كما اتفقوا على ما أصاب مصر من جرائها وتميزوا - عدا هنات عند واحد- بانضباط فى اللغة والمفاهيم و ساكتفى بعرض ما هو مختلف فقط فى اجاباتهم. قالت ماجدة رءوف – مدرس مساعد بمعهد التخطيط القومى - ان القطاع المصرفى المصرى لم يتاثر بالازمة لانخفاض درجة انكشافه على الاقتصاد العالمى وتوقعت ان تستمر التداعيات فى الاجل المتوسط الى ان تزول الديون الفاسدة وقالت انه يمكن ان يكون لدينا جيل جديد من الباحثين الجادين كلما ارتفعت درجة التلمذة العلمية والانفتاح على ثقافة الاخرين وحضاراتهم وزيادة الشغف بالعلم وطالبت الاعلام بنقل وجهات نظر الاقتصاديين العرب الكبار الى الجمهور اما سحر احمد حسن المدرس المساعد بتجارة الازهر فاضافت الى اسباب الازمة العالمية الانفاق العسكرى الامريكى فى العراق وافغانستان ولفتت الى ان مصر لن تتمكن من تحقيق اهداف الالفية ( القضاء على الفقر) فى موعدها بسبب اعباء الازمة ووصفت اثار مشكلة دبى بالشديدة وخسائرها بالفادحة ونبهت الى ان البون شاسع بين الباحثين القدامى والجدد لان المتغيرات العربية والمصرية افقدت التعليم دوره وقدرته على خلق جيل متمكن داعية الى تدارك ذلك بكل الوسائل

وطالبت اساطين العلم الاقتصادى العرب بالتوصل الى حلول عملية لمشكلاتنا بدلا من الاكتفاء بكلام المنصات .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق