الأحد، 1 نوفمبر 2009

ندوة: " الضربة المائية" مفتاح نصر أكتوبر

كتب مصباح قطب

في ندوة بنادي الصيد احد ابرز أندية الصفوة المصرية قال المحاسب فؤاد مصطفى أن " الضربة المائية" كانت مفتاح النصر فى حرب أكتوبر قبل الضربة الجوية أو أي شيء آخر وطالب المجتمع بإنصاف أبطال فتح السواتر الترابية على طول خط القتال فى بدء العبور وعلى رأسهم اللواء مهندس باقي زكى يوسف ضابط المركبات الذي ابتكر فكرة فتح خط بارليف الحصين بمدافع المياه.

شعر اللواء باقي وكان ضيف اللقاء الذي تم منذ أيام بالحرج وهو من الأصل رجل شديد التواضع والبساطة ولم يشأ أن يعلق لكنه قال فى وقت لاحق أن الله هو الذي دبر كل شيء بحيث جعلني أعود للميدان بعد الانتداب فى السد العالي الذي قمنا عند إنشائه بإزاحة ملايين الأمتار من الرمال بالمياه ووضعني في الجبهة بالفرقة 19 تحت قيادة اللواء القوى سعد زغلول واوجد اللواء ممدوح التهامي في موقع نائب رئيس هيئة العمليات وكان على راس الفرقة 19 قبلها مباشرة ووفق سلاح المهندسين وقيادته فى ترجمة الاقتراح إلى واقع وغير ذلك من عوامل مهدت لاستيعاب الفكرة والإضافة إليها والحفاظ على سريتها حتى آخر لحظة ثم تنفيذها . فى تلك اللحظة علق احد الحاضرين بالقول أن اللواء باقي يكاد من فرط نكران الذات أن يعتذر عن كونه صاحب الفكرة .

أضاف اللواء باقي : كنا جاهزين للعبور وتلقينا أمرا بالاستعداد له فى نهاية مايو 1969 وكنا سنعبر حتى لو لم نبتكر مدافع المياه ومهما كانت الخسائر المقدرة وقتها ب 20 ألف شهيد فلم يكن احد يفكر فى الموت موضحا أن فتح الساتر عن طريق القنابل والمدافع والمتفجرات والصواريخ كان سيحتاج 15 ساعة ما يجعلنا عرضة لخسائر ضخمة لكن المدافع المائية اختصرت الوقت إلى ثلاث ساعات وعدة دقائق وجعلت عدد الشهداء فى الموجة الأولى لا يزيد عن 87 مقاتلا و لفت إلى أن مناقشة الفكرة التي واتته فجأة في اجتماع قيادة الفرقة 19 ليلا يوم تلقى أمر الاستعداد للعبور المشار إليه انتهت في منتصف الليل وبعد 12 ساعة كانت الفكرة فى القيادة العامة للقوات المسلحة بعد المرور بقيادة الجيش الميداني وبعد 6 أيام وصلت إلى جمال عبد الناصر الذي أمر بتنفيذها ودراسة أي تطوير ى يلزمها .

رفض اللواء باقي الرد على الأسئلة الخاصة بكيف تعبر مصر الحواجز الضخمة التي تعوق انطلاقها وتؤدى لتدهورها الراهن واكتفى بالقول أن علينا أن نوكل كل شيء إلى الله وان نعمل ما علينا فالصعوبات التي تواجهنا كلها اقل بكثير من صعوبة اجتياح خط بارليف ووسط حالة شديدة العاطفية فى الاحتفاء بالبطل قالت عضوات اللجنة الثقافية بالنادي أن وجود مثل اللواء باقي هو الذي يعصمنا من الإحباط الشامل الناجم عن تراجع مصر وأشار الدكتور أمير إسماعيل عبده الأستاذ بمركز البحوث إلى أن أهم ما في قصة مدافع المياه قصر المسافة بين القمة والقاعدة مما مكن ضابطا مثل اللواء (مقدم وقتها ) باقي من إيصال فكرته إلى رئيس الدولة فى جو من الجدية والعمل الجماعي واحترام العلم وتساءل هل يستطيع أي صاحب فكرة حاليا أن يجد الأمناء الذين يوصلونها وينسبونها لصاحبها ويرفعونها إلى قيادة الدولة ؟ .جرت مطالبات بان تقوم القوات المسلحة بما لها من قدرة وعزم بالتدخل لحل مشاكل الإسكان والمياه والنظافة والزراعة الخ لكن اللواء بالمعاش السيد الملط قال أن الواجب الأول للقوات المسلحة يجب أن يظل الدفاع عن الوطن .

واعتبر الدكتور نبيل شحاتة المدرب الأسبق لمنتخب الطائرة القومي أن نكسة مثل صفر المونديال لم تكن مجرد قصور فى التنظيم أو الإعداد ولكنها محصلة طبيعية لغياب الوطنية والإرداة وروح الفريق التي ميزت مصر حتى 1973 وتعجب المهندس وليام شنودة - من بناة السد- من أن نبنى السد فى عشر سنوات ونعبر فى 6 ساعات ونعجز لثلاثين عاما عن حل مشاكل مياه الشرب والري والنظافة .أدار الندوة المهندس محمد محرم رئيس اللجنة الثقافية بالنادي.


هناك تعليق واحد:

  1. سامى عبد السيد3 نوفمبر 2009 في 11:05 ص

    التعريف بهؤلاء القادة وبكل من شارك فى الحرب امر واجب علينا كلنا- وشكرا على الالتفات لابطال اخرين وليس فقط ضربة الطيران

    ردحذف