الثلاثاء، 2 فبراير 2010

مصادرنا الصحفية المقبلة ( 2 – 2 )

يتواصل الحوار مع الباحثين الاقتصاديين الشباب ففى نبرة تشاؤم هادئة (!!) تنبأت اسماء محمد عزت – معيدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – بان يستمر تأثر الاقتصاد المصرى بالأزمة لبضع سنوات بل وقد تحدث فى الطريق أزمات أخرى وتوقعت أن يزداد الاهتمام بتطبيق قواعد الحوكمة والمساءلة والشفافية قائلة انه اذا لم يحدث تراخى ثانية فى تطبيق تلك القواعد فقد يتم تفادى ما هووارد الحدوث ورصدت كاخرين تميز الباحثين القدامى بالقدرة على تحليل الظواهر بشكل عميق وشامل والربط بينها وبين النظريات التى درسوها وبقدرتهم على ابتكار نظريات مغايرة ويفقتقد الجدد ذلك لكنهم يتميزون فى مهارات البحث وسرعة الوصول للمعلومات واستيعابهم القوى للتكنولوجيا ولمعطيات العولمة. وحمل علاء فكرى رزق – معيد بتجارة الازهر- بوش الابن المسئولية عن الازمة لتحيزه الصارخ للشركات الكبرى المالية وغير المالية وتوجيهه الى تقليل الرقابة عليها وايضا توجيهه الى تسهيل الاقراض بكل السبل ما ولد الفساد والانهيارات وراى ان الجهاز المصرفى المصرى تاثر بالازمة حيث زادت فيه نسبة الاصول غير العاملة وانتقد غياب الرقابة الحكومية على الاسعار ما ادى الى عدم استفادة الناس من انخفاض اسعار السلع الغذائية ومدخلات الزراعة بعد الازمة رغم انخفاضها عالميا ويرى ان الجيل القديم تفوق بما اتيح له من بعثات واختلاط بالخارج اما الجديد فهناك جامعات كثيرة لكن كل جامعة تحبس طلبتها فيما يدرسه بها الاساتذة ولذا يقترح ان يكون هناك منهج مشترك تضعه كل عدة جامعات لطلبة الدراسات العليا ليلموا بجميع المدارس الفكرية .وذهب عبد الحميد عزت الشاذلى – معيد اقتصاد بزراعة الازهر- الى تاييد مسئولية بوش الابن عن تسهيل الائتمان لاقراض من لا يتمتعون بسجلات ائتمانية مناسبة والتوسع فى توريق الديون وجر امريكا الى الحرب والتعامل المالى اللاخلاقى الذى سار على منهج "فى سبيل الغنى تهون كل قذارة " وقال انه لايعلم متى ينتهى تاثير الازمة على مصر وغيرها وتوقع ان يزداد تدخل الدول فى الاقتصاد وظهور سلسلة من الازمات الفرعية على غرار دبى وقد نرى فى المستقبل تطبيق الاقتصاد الاسلامى الذى يربط بين الجانب الاقتصادى وبين الاخلاقى والاجتماعى برباط وثيق .واكد انه لن يكون لدينا جيل جديد من الباحثين الا اذا اهتمت الدولة بالبحث العلمى واصبحت البحوث لا توضع على الرفوف رافضا " طحن" الباحث فى تدبير المعايش واشار ايضا الى غياب المعلومات الدقيقة بل ووجود معلومات مضللة ما يقود الى ان تخرج رسائل فى النهاية ضعيفة جدا .قال انه كان يتمنى وجود باحثين شباب من الدول العربية بالمؤتمر لتوسيع دائرة المعارف كما طالب بتحديث وتنقيح المقررات فى اقسام الاقتصاد .وبهذه المناسبة قال لى الباحث السودانى الدكتور فتح الرحمن محمد صالح الذى حضر على نفقته انه يطلب ان تشمل المناهج الاقتصادية فى كلياتنا العربية مادة قضايا عربية اقتصادية معاصرة فليس مقبولا ان نتحدث عن ان المصالح اساس التقارب المتين ولاتوجد مادة كتلك وكان هو الذى انفرد – فى ورقة قدمها لى متطوعا – بالتنبيه الى ضرورة مراعاة التكلفة المستقبلية لحزم الانعاش الاقتصادى فى مصر وغيرها . دانت اسراء عادل السيد – جامعة القاهرة – الجشع والطمع والرغبة فى تعظيم الثروة على حساب المصلحة العامة كابرز اسباب الازمة العالمية واشارت الى ان الخسائر التى لحقت بالمستثمرين ستجعلهم اكثر حذرا كما ان المدخرين ايضا سيكونون حذرين فى التعامل مع القطاع البنكى وبالتالى يميلون اكثر الى الاستهلاك ومحصلة هذين العاملين مزيد من التراجع فى الاستثمار ومعه مزيد من البطالة .دعت الى تنسيق اكبر بين القطاعات فى مصر لانجاح الحزم الانعاشية و قالت اسراء انه لن يكون هناك بحث علمى حقيقى الا بتوافر مناخ ملائم للبحث يشجع على الانتاج القابل للنشر فى الدوريات العالمية مع توفير الحوافز المعنوية والمادية المطلوبة وعابت على الباحثين بعامة الجرى وراء انشطة مدرة للمال بدلا من كتابة ابحاث علمية لها نتائج قابلة للتطبيق وتؤثر فى صنع القرار .تحدثت عبير رشدان – منتدى البحوث الاقتصادية للشرق الاوسط وتركيا – بتوسع عن ان غياب الرقابة على حرية انتقال الاموال يزيد من ضراوة وتوحش العولمة وانتقدت الحزم المالية المصرية قائلة ان التوازن بين المشروعات كثيفة العمل وتلك كثيفة الالات فيها لم يكن على النحو المرجو واعتبرت ان ازمة دبى ذات طابع خاص لانها ابنه العديد من العوامل المالية والمؤسسية بدول الخليج وليست وليدة الازمة العالمية فقط وانفردت ايضا بالتنبيه الى انه لامناص اقليميا من تحقيق التكامل بين التصنيع والتجارة والنمو مع تعزيز الاتجاه الاقليمى بالمنطقة .ودعت الى حلقة وصل بين اجيال الباحثين لتفادى الانقطاع وقالت ان الجيل الجديد يصل للمعلومة اسرع لكن المعول عليه كيفية جعلها مفيدة وقالت انه مع تسارع ايقاع الحياة وضيق الوقت لم يعد امام الباحث الشاب ميزة التمتع بخبرات السابقين ولم يعد امامه سوى التعامل الفردى مع مصادر المعلومات والعيش تحت رحمة الحظ والقدر فى تشكيل مستقبله .

ذكرت ان الاقتصادات العربية تعانى من ازمات داخلية مزمنة بالاصل اهمها تقلب معدلات النمو وسوء هيكل العمالة وعدم استدامة التنمية والتزايد السكانى ودعت الى اعداد الاستاذ الجيد ليكون هناك جيل جديد جيد واخضاع الانتاجية العلمية لمعايير يمكن قياسها . ومن جانبها اكدت شيماء الصفتى الباحثة الاقتصادية بالامانة العامة لمجلس الوزراء ان الأزمة لن تؤثر على الاستثمارات الاماراتية فى القاهرة لكن تاثيرها سيكون على دول المنطقة بما فيها مصر خاصة الاستثمارات الجديدة وكذلك شركات المقاولات والمحاسبات القانونية والمحامين ودعت الى ربط المبادئ النظرية لعلم الاقتصاد بباقى العلوم الاخرى و تقريب المبادئ النظرية بعرض حالات مطبقة فى الواقع المعاش بالاضافة الى توفير وتأمين اجراء بعض البحوث الميدانية.وثمنت قيام الشباب بتطوير جمع المادة العلمية ووضعها فى متناول الجميع عبر شبكة الانترنت ما ادى الى سهولة اجراء الابحاث العلمية للكافة.انتهى كلام الشباب فى لقاءات بيروت ليتركنا مع الامل فى ان تبقى مصر ولودا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق